كان مستهترًا و ترك البيت و إنضم إلى مجموعة من الشباب الأشرار الذين أغروه فقطع صلته بوالديه و بالكنيسة. ثم رجع إلى نفسه و ذهب إلى دير الملاك ميخائيل ليمارس حياة التوبة وكان ضميره يعذبه كيف يجحد إيمانه علانية ويتوب خفية فصمم أن يشهد لمسيحه وسط الذين أنكره أمامهم و طلب من الآباء الرهبان أن يسندوه بصلواتهم. لبس نيقام زنارًا في وسطه ووضع صليبًا على صدره وأخذ يطوف أسواق القاهرة وشوارعها. فتجمهر حوله البعض وألقوا القبض عليه و إقتادوه إلى الوالي لمحاكمته فألقى به في السجن حتى يتم الحكم بقتله. هناك التقى براهبٍ قديسٍ كان من نزلاء السجن فأخذ يشجعه للشهادة للسيد المسيح حتى الموت. حاول والده إنقاذه إذ كان على صلة قوية بأحد أمراء جيوش المستنصر. تكلم مع صديقه فأخبره أنه لا طريق لإنقاذه إلا بأن يرسل إليه بعض الأشخاص في السجن فيتظاهر بالجنون فيشهدون بذلك أمام القضاة ويحكمون بإطلاقه. أرسل الأمير رجاله إلى السجن فلم يقبل أن يتظاهر بالجنون بل بكل تعقلٍ واتزانٍ شهد لمسيحه. دُهش الأمير لموقف نيقام الشجاع و لم يكن هناك طريق سوى تنفيذ القضاء عليه فقاده الجلادون إلى ساحة الاستشهاد و نزل رئيس الشرطة المكلف بقتله عن بغلته و إستل سيفه وقال له: "أعطيك هذه البغلة ولجامها المُحلى بالذهب وسرجها النفيس، وأثبت أسمك في ديوان السلطان وأجعل لك راتبًا ضخمًا إن رجعت عن رأيك". التفت إليه نيقام و قال له: "لو أعطيتني كل مملكة مصر لما أعرته إهتمامًا". إغتاظ رئيس الشرطة وصفعه على وجهه وكان يلبس خاتمًا في إصبعه فتورمت عينه في الحال أما هو فكان بصبرٍ وإحتمالٍ يشكر الله. عاد رئيس الشرطة يهادنه ويقدم له إغراءات جزيلة أما هو فبكل قوة قال له: "لا تتعب نفسك مع إنسانٍ تأكد أن كل مجد العالم لا يساوي شيئًا يسيرًا من ملكوت السموات الذي يرغب الحصول عليه". ثم صلى ورشم نفسه بعلامة الصليب وجثا على ركبتيه وهو شاخص إلى السماء نحو الشرق و حاول أحد المؤمنين أن يغطي رأسه حتى لا يجزع من رهبة الموت لكن الجنود منعوه. فناداه قائلاً: "تشجع يا جندي المسيح، فإنني أرى ملاكًا فوق رأسك وبيده إكليل جهادك". ضرب الجلاد رقبته، فطارت رأسه وسلم روحه في يد مخلصه. صلاتة تكون معنا أمين.