هرنيون وزوجته

كان رجلاً صالحًا يعيش هو وزوجته في مدينة أنقرة. وقد عاشا معًا في سعادة في ظل المسيح وكان لهما خمسة أطفال ربياهم تربية مسيحية حقيقية إلى أن كبروا وتزوجوا ثم تفرّغا للعبادة و كانت لهما أملاك كثيرة فكانا يوزعان كل دخلها على المحتاجين ولا يعطيا أولادهما شيئًا من دخلها وكانا يقولان لهم: "كل ما لنا سترثونه بعد مماتنا ولكننا الآن نأخذ دخلنا من ممتلكاتنا لأنفسنا". ويعنيان بذلك توزيع الأرباح على المساكين وعلى دور العبادة ليأخذانها معهما إلى ملكوت السموات. لما حدثت مجاعة في القرية وامتنع الأغنياء عن توزيع الأطعمة على الفقراء فتح هذان القديسان مخزنهما وأعطيا الطعام للجائعين. وبهذا العمل كسبا أناسًا كثيرين إلى الإيمان بالمسيح ومجدوا اللَّه على سلوك هذين القديسين وقوة إيمانهما باللَّه. مع كل غناهما زهدا الطعام وكانا يقضيان وقتهما بين الحقول في صمت وتأمل وهربا من لهو المدن وعثراتها المتنوعة فاستحقا ميراث الملكوت الأبدي. بركة صلواتهم تكون معنا أمين.