اسحق الهوريني

ولد هذا القديس بمدينة هورين من أبوين تقيين وقد تنحيت والدته سوسنه وهو صغير فتزوج والده إبراهيم مرة أخرى فكانت أمرأة أبيه تبغضه بالرغم من صغر سنه فلم تكن تعطيه طعامًا سوى القليل من الخبز وكان ينطلق مع رعاة أبيه وهو في الخامسة من عمره يحمل الخبز معه و يوزعه على الرعاة ويبقى صائمًا حتى يعود إلى بيته و إذ شكاه أحد الرعاة لوالده أنه لا يأكل طوال النهار فأراد الوالد أن يتحقق الأمر بنفسه و رآه الصبي الصغير قادمًا من بعيد وعرف أنه جاء خصيصًا ليراه إن كان يأكل الخبز أم يوزعه وكان قد قام بتوزيع و إذ خاف من والده فجاء بثلاث قطع من طين وربطهم في طرف العباءة ليظن والده أنه محتفظ بالخبز وكان ذلك على مشهد بعض الرعاة فجاء الوالد و إتجه إلى العباءة وفك الرباطات ففوجئ الرعاة بوجود خبز حقيقي فدهشوا للغاية و إذا سألهم الوالد عن سرّ دهشتهم قصوا له ما فعله أبنه فتعجب الوالد ومجّد الله و كبر الصبي فكان يزداد قلبه شوقًا للحياة الرهبانية فذهب إلى راهب قديس يدعى الأنبا إيليا وأقام عنده مدة وبعد نياحة الأنبا إيليا مضى إسحق إلى جبل البرنوج وأقام عند شيخ يدعى الأنبا زخرياس يتتلمذ على يديه و إذ كان والده يجّد في البحث عنه عثر عليه عند القديس وسأله أن يرجع معه وقد أشار عليه معلمه أن يطيع فعاد ومكث مع والده حتى تنيح الأخير فوزع الابن كل ما ورثه وأقام في مكان منفرد بناه خارج المدينة يمارس حياته النسكية وبقى في هذا الموضع سرّ بركة لكثيرين حتى تنيح ودفن هناك.بركة صلواته تكون معنا أمين.