كانت تقيم هذه العذراء مع إثنتين من العذارى فى منزل لإحدهن بقصد التعبد والنسك والصلاة وقد أمضت هذه العذراء مايقرب من عشرة أعوام وهى تنمو فى حياة الفضيلة. وقد حسدها عدو الخير ودبر لها السقوط فى خطيئة عظيمة فقد كان يتردد أحد الشمامسة على ذلك المكان حيث كان يرتل المزامير بنغمة روحانية وصوت شجى. ومن هذه النقطة دخل العدو ليزرع نيران الشهوة وفى لحظة السقوط أضاعت هذه العذراء جهاد العشر سنوات فى لحظة ضعف وقد أفاقت هذه العذراء من غفلتها بعد سقوطها مباشرة وأخذت تندب وجهها وتنتحب بصوت عال متضرعة إلى الله أن يرحمها. أثمرت خطيئة هذه العذراء عن جنين فى أحشائها ومرت الشهور التسعة لتضع طفلا غير شرعى وطلبت من الله أن يأخذ طفل الخطيئة حتى تكمل اعمال توبتها بهمة ونشاط وأن يعطيها الرب علامة بأنه قد قبل توبتها. إستجاب الرب الاله لدموع هذه التائبة وأخذ طفل الخطيئة ومنذ هذه اللحظة إبتدأت هذه العذراء تحيا فى حياة الرجاء والأمل لان الرب سمع طلبتها فأخذت تصوم يومين يومين وتقف لتصلى حتى شروق الشمس وفى كل ذلك كانت دموعها تجرى على خديها هذا بخلاف المطانيات التى كانت تقوم بها والجدير بالذكر أنها كانت لا ترفع وجهها الى السماء بل كانت تقرع على صدرها وتقول يامن قبل توبة الزانية إقبلنى. لم تكتفى هذه العذراء التائبة بالعمل الروحى وحياة الدموع التى كانت تعيش فيها بل كانت تخرج تخدم المرضى من النساء وخاصة العجائز وكبار السن.صلاتها تكون معنا أمين.