عاش في فترة حالكة من تاريخ مصر نتيجة بطش الولاة بالإضافة إلى ما حلّ بالبلاد من قحطٍ ووباءٍ. وزاد ألم الأقباط نتيجة قبض الوالي على البابا مطالبًا إيّاه بدفع مبلغ ثلاثة آلاف دينارًا وأيضًا نتيجة إعلان الوالي اللغة العربية لغة رسمية للبلاد بدلاً من اللغة القبطية فلم يجد الأقباط بدًا من تعلّم هذه اللغة. هيأ الرب للأقباط يوأنس الكاتب فإن الخليفة نقل الوالي إذ لم يعجبه أن يستبد بالمصريين، وعيَّن قرة مكانه. على أن قرة ضاعف الطغيان على الشعب المصري أملاً في أن يكتنز كل ما يستطيع من المال ولكنه رغم قسوته وثق بالكاتب يوأنس الذي أصبحت له حظوة خاصة لدى قرة فرأى أن يستخدم هذه الحظوة فيما يعود بالخير على قومه. فقال لقرة: "إنني أدْرَى ببني قومي وأعلم من هو أقدر بينهم على دفع الجزية ومن منهم الفقير المحتاج. فإن شئت يا مولاي جمعت لك الجزية دون أن يستمر هذا الضجر البادي على الشعب كله". فوافقه قرة على طلبه وصرح له بالتجول في البلاد لجمع الجزية فخرج يوأنس من عند الوالي وبدأ عمله مباشرة.قد فاضت عليه النعمة الإلهية مكافأة له على تقدمه للخدمة فمكنته من أن يتفاهم مع الخلقيدونيين و مع الغانانيين وضمهم إلى الإيمان الأرثوذكسي. فأسفرت جهود يوأنس عن توحيد جميع المسيحيين في مصر وضمّهم تحت رعاية البابا. بركة صلواتة تكون معنا أمين.