سيدة مسنة تعيش فى نيوجيرسى وتصر أن تقيم فى مسكن خاص بها لوحدها و تقضى أغلب وقتها فى قراءة الكتاب المقدس وفى إحدى الأمسيات شعرت بحركة غريبة فظنت أن السكان فى الطابق الأول ينقلون بعض الأشياء و فجأة وجدت إنساناً يُقدِّم إليها من المطبخ فهو الذى رفع كل ما على النافذة وفتحها ثم دخل منها إلى المطبخ وكانت هذه السيدة ترتدي ذهباً كثيراً و لم تضطرب السيدة لكنها تحدثت معه باللغة العربية ماذا تريد يا إبنى ؟ هل محتاج إلى شئ ؟ لم يفهم اللص ما تقوله ، لكنه شعر بالسلام يملأ قلبها. تطلع إليها كمن يسألها ماذا تقرأ. أما هى فقالت له بالعربية: هذا كتاب مقدس أتريد أن تقرأه ؟ إبتسم اللص وأبتسمت هى ثم قامت تودعه حتى الباب وأغلقت خلفه الباب و إتصَلَت بزوج إبنتها لتخبره بأن لصاً دخل من شباك المطبخ و إذ سمع صوتها لم يصدقها إذ لم يشعر بعلامات الخوف خاصة وأنه يعلم أنها ترتدي ذهباً كثيراً مما يغوى اللص على قتلها للإستيلاء على الذهب و أنطلق إلى السيدة فوجدها فى هدوئها تقرأ فى الكتاب المقدس أخبرته بما حدث فظن أنها فى وهم و لم يصدق أن لصاً يبتسم لسيدة لا قوة لها ترتدي ذهباً وهى فى سكنها وحدها فإنطلق زوج الإبنة إلى المطبخ فوجد باب النافذة مفتوحاً وكل ما كان على النافذة قد وضع على الثلاجة عندئذ صدق كلماتها وأغلق النافذة و إتصل بأبينا المتنيح القمص غبريال أمين الذى حضر للفور وسمع القصة فقال لها: مستحيل يستطيع لص أن يؤذيك وقد حولتى البيت إلى كنيسة مزينة بالصور الدينية وإنجيلك لا يفارق يديك و أصرت الأم أن تبقى فى مسكنها دون أن تذهب إلى بيت إبنتها ولو فى الليلة الأولى .