كان احد الآباء البطاركة محبا للعذراء جدا و كان ناسكا فى مأكله و ملبسه ..يعطى جسده ما يقوته و يستره و ليس ما يشتهيه و يزينه .. وقد أراد ذات يوم أن يلبس ملابس داخلية من الخيش زيادة فى النسك و قهر الجسد و عندما أحضر الخيش أراد تفصيله خاف أن يعطيه لأحد لكى يفصله له فينكشف أمره .رفع عينيه لأيقونة العذراء و طلب معونتها فى تدبير هذا الامر .بعد قليل و بينما الأب البطريرك فى حيرته فوجىء بمجىء السيدة العذراء إليه فى قلايته و قامت بنفسها بتفصيل الملابس التى يريدها , و كم فرح الأب بهذا الأمر و ظل ذلك سرا لا يعرفه أحد. و ذات يوم جاء للأب البطريرك أحد الشبان المجرمين تائبا و معترفا بعد أن اختبر كيف يقود العالم محبيه للهلاك و الضياع فى الوقت الذى يفتح فيه الرب أحضانه لكل التائبين. و أثناء اعتراف الشاب ذكر خطية فظيعة جدا غير مألوفة , فقال له البطريرك : لا أظن يا ابنى أن لك خلاصا و قد فعلت هذه الخطية.. خرج الشاب باكيا حزينا و فاقد الرجاء فى قبول الله له . دخل الكنيسة ووقف أمام أيقونة العذراء و أخذ يبكى بحزن و مرارة نفس..ووسط دموعه فوجىء بالسيدة العذراء تبتسم له من الايقونة و تطيب خاطره و تقول له :اذهب قل للبطريرك إن الخياطة بتاعتك بتقولك اقبلنى علشان خاطرها. خرج الشاب من الكنيسة فرحا مع انه لا يفهم رسالة العذراء و عندما قابل البطريرك و ابلغه الرسالة فهم الأب كلام العذراء و بكى لأنه كاد أن يغلق باب التوبة أمام الشاب و قال له : سامحنى يا ابنى فالله وعد بقبول التائب مهما كانت خطاياه فهو قال "من يقبل الى لا اخرجه خارجا"